
ببصمة لا تُنسى.. السيد صديقي يودع منصبه برسالة وفاء وشكر: “سأظل دائمًا واحدًا منكم”
في لحظة تعكس مشاعر الامتنان والوفاء، وجّه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات السابق السيد محمد صديقي رسالة وداع إلى موظفي الوزارة وأعوانها ومهنيي القطاع عقب انتهاء مهامه، مشيداً بالتضحيات الجماعية والإنجازات التي تحققت خلال مسيرته. وقد اختتمت مسيرة الوزير بتلقيه رسائل إشادة وتنويه ، التي لم تكن، وفقًا لتصريحاته، مجرد كلمات عابرة، بل كانت تعكس الاعتراف بالتزامه الصادق والمستمر في خدمة الوطن والمواطنين تحت قيادة جلالة الملك حفظه الله.
يعود تاريخ بداية هذه المسؤولية إلى 7 أكتوبر 2021، حينما عيّنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس وزيراً في حكومة السيّد عزيز أخنوش، ليبدأ رحلة مهنية حافلة بالعمل الجاد والعطاء. ويمضي الوزير إلى القول “إنّ هذه السنوات الثلاث، وإن كانت مكثفة وغنية بالأحداث، فقد كانت مشبعة بالتحديات والمكاسب. “قد خضتُ هذه المهمة بكل دافعٍ وتفانٍ، مستعينًا بدعم وثقة جميع المسؤولين وموظفي الوزارة ومهنيي القطاع عبر مختلف المناطق”، يقول السيد صديقي، مؤكدًا أنّ هذه المسيرة لم تكن لتتحقق لولا روح العمل الجماعي، والمساندة الصادقة من جميع الأطراف.
وأشار السيد صديقي في رسالته إلى أنّه طوال فترة إشرافه على الوزارة، كان يجد استجابة إيجابية ودعمًا متواصلًا من المسؤولين وموظفي الوزارة، الذين أظهروا حرصًا جادًا في تحقيق أهداف القطاعات الحيوية التي تحت رعايته. وأعرب عن تقديره للتفاني الذي أبداه الجميع، مثمّنًا انخراطهم المسؤول والتزامهم الصارم في النهوض بقطاع الفلاحة والتنمية القروية، وأشاد بتضحياتهم في سبيل تحقيق مصلحة الوطن.
وقد ختم السيد صديقي رسالته بتوجيه شكره العميق لكل من دعمه طوال هذه الفترة، مؤكداً أنّ علاقته بقطاعات الوزارة ستظل وثيقة، وأنّه سيبقى جزءًا من عائلة القطاع رغم انتهاء مهامه الرسمية. كما استدعى البركة والرحمة من الله سبحانه وتعالى في دعاء نبوي شريف، قائلاً: “اللهم اسق عبادك وبهيمتك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين”.
بهذا الخطاب، اختار السيد صديقي أن يسدل الستار على مرحلة هامة في مسيرته المهنية، متوجّهًا إلى زملائه ومساعديه بالشكر، ومعبّرًا عن استعداده للبقاء في خدمة الوطن لانه رجل دولة حقيقي أعطى الكثير ولا زال قادرا على العطاء أكثر ، مؤكداً “على استمرار الروح الجماعية التي تميّز هذا القطاع وتدعمه في مواجهة التحديات المقبلة…”
وفي ختام هذا المقال، لا يسعني كصحفي ومدير نشر مؤسسة إعلامية متخصصة في القطاع الفلاحي إلا أن أشيد بالدور البارز الذي قام به السيد محمد صديقي في القطاع الفلاحي، والذي ترك بصمة قوية وأثراً لا يُمحى. فقد أبدع برؤية استراتيجية وحسّ وطني رفيع، مساهماً بجهوده الكبيرة في تحقيق نقلة نوعية داخل القطاع، وبثّ روح الأمل والتفاؤل لدى الفلاحين بجميع جهات المملكة والعاملين بالقطاع على حد سواء. لقد كانت بصمته واضحة في كل مشروع وكل خطوة نُفذت على أرض الواقع ميدانيا ، مضيفاً بذلك قيمة لا تُقدّر بثمن للفلاحة والتنمية القروية في المملكة، لتبقى إنجازاته شاهدة على تفانيه وعطاءه الكبير في خدمة هذا القطاع الحيوي.
مكناس24: عادل العربي