الأفضل الشرقاوي… حين يصبح التشكيل جسرًا بين الفكر والوجدان

في أجواء فنية راقية، افتُتح مساء الأحد 20 يوليوز 2025، بقاعة المعارض لفضاء خدمات الشباب بحي السلام بمدينة الخميسات، المعرضُ الفردي للفنان التشكيلي القدير الأفضل الشرقاوي، تحت عنوان دال ومكثف: «مُلخص مسار تشكيلي». وقد جاء هذا الحدث بتنظيم مشترك بين نادي فن العيش ونادي السينما والثقافة، اللذين سعيا إلى تحويل هذا المعرض إلى محطة ثقافية بامتياز، تربط بين تجربة فنية غنية وممتدة، وبين جمهور متعطش للتفاعل مع الإبداع الحقيقي.

تجربة فنية تتجاوز الصباغة إلى الفكر.

المعرض، الذي يُوَثّق محطات بارزة من المسار الإبداعي للأستاذ الشرقاوي، ليس مجرد عرض لأعمال فنية بصرية، بل هو احتفاء بتجربة فكرية عميقة تنبني على مقاربة خاصة أسماها الفنان «مقاربة التشكيل بالأفكار»، حيث يصبح العمل التشكيلي فضاءً لتشكيل المعاني، وتحرير الخيال، وتحفيز الوجدان.

يقول الفنان الشرقاوي عن فلسفته الإبداعية:

«هنا، يتم تشكيل الأفكار، فنحلم ونحرر الخيال، وننتج وضعياتٍ ونسجل للعقول تجارب نفسية مُحركة لأنبل الدوافع وأسمى الإحساسات».

ويضيف: «نصمم فضاءً ونعطي لعنصر الخط أولويةً في هيكلة وتكوين الأشكال، ونمنح حرية للمخيلة وللبساطة التعبيرية في آنٍ واحد».

رموز مشفّرة ومفاتيح للقراءة البصرية..

في أعماله، لا يقتصر الشرقاوي على الجانب الجمالي، بل يُدرج في لوحاته رموزًا وعلامات تحمل شحنات ثقافية ونفسية، مُستلهمة من تجارب الحياة، ومن تراث بصري ضارب في الزمن.

وفي هذا السياق، يقول: «تحفي الفنية تتحدث وتقول الكثير للمتلقي. ضمنتُها نفائس أيقونية استلهمت صورها ورموزها من الماضي والحاضر، وعبر البحث والابتكار، قدمت خِطابات مُمَثلة بشكل مستور ومجازي… وهي مفاتيح للقراءة».

مسار فني وتربوي مُشرّف…

الأفضل الشرقاوي ليس فقط فنانًا تشكيليًا بارزًا، بل هو كذلك أستاذ مكوِّن ساهم على مدى عقود في تكوين أجيال من أساتذة التربية الفنية (1993-2021)، وخبير بيداغوجي في التربية التشكيلية. وهو مهتم كذلك بالصورة الفوتوغرافية والمسرح والموسيقى، ما يجعل من تجربته بوتقة متعددة الأبعاد.

وقد شارك الفنان في معارض داخل المغرب وخارجه، منها الناضور، ميدلت، الرباط، الرشيدية، الخميسات، ولوكسمبورغ، وهو ما يعكس الحضور الوازن لأعماله في المشهد التشكيلي الوطني والدولي.

دعوة مفتوحة للتأمل والتفاعل…

معرض «ملخص مسار تشكيلي» ليس مجرد لحظة عابرة في رزنامة الأنشطة الفنية، بل هو دعوة صريحة للتأمل في قدرة الفن على التعبير عن الذات والجماعة، عن الأمل والانكسار، عن الأسئلة الوجودية الكبرى.

وسيبقى المعرض مفتوحًا أمام الجمهور من 20 إلى 27 يوليوز الجاري، ليمنح الزوار فرصة فريدة للغوص في عوالم الشرقاوي التشكيلية، والاقتراب من تجربة تنهل من الخصوصي والمحلي، لكنها لا تتردد في محاورة الكوني والإنساني.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.